” سفينة صحار تستعد للإبحار ”
” 5 إبريل رحلة الظفر بالكأس ”
نعم سفينة صحار تستعد للإبحار ، ولكن هذه الرحلة تختلف عن سابقاتها من الرحلات البحرية ، فلن تكون محاكاة لطريق تجارة الحرير إلى ميناء مدينة كانتون بالصين ، ولا بهدف تصدير الليمون الصحاري اليابس إلى ميناء البصرة وبلاد فارس ، ولا لغرض استيراد توابل جنوب الجزيرة العربية ، كما أنها لن تكون رحلة بحرية تجارية لاستيراد شجر الساج من بلاد الهند ولا العاج من مؤاني إفريقيا ، ولن يكون هدف خط الرحلة البحرية لتصدير النحاس والذهب والفضة لدول الحضارات السابقة السومرية والأكادية والكنعانية والفرعونية والرومانية ، ولكن ستكون مخصصة للإبحار في الحدود الإقليمية لسلطنة التاريخ والمجد والحضارة ، كما إن هذه الرحلة والمتجهة للعاصمة مسقط ، ليست مختصرة فقط لسكان منطقة محددة من أبناء ولاية صحار العريقة ، ولكن بعون الله ستشهد مشاركة أهالي الولاية قاطبة ، ولذلك بإذن المولى سيتوافد الجميع يوم الخميس الخامس من إبريل ، ليشاركوا في رحلة الظفر بالكأس الغالية لمولانا جلالة السلطان قابوس المعظم ، حيث ستزحف الجماهير من قمم جبال الولاية وأوديتها الشهيرة ( الجزي والصلاحي وعاهن وحيبي والحلتي ) مروراً بالمناطق الريفية ، واستكمالاً بالقرى والمناطق الممتدة من مجيس شمالاً وإلى مجز جنوباً ، في هذا اليوم ستكون قلوب الأفراد اللذين لن تسمح لهم الظروف بالمشاركة في هذه الرحلة التاريخية ، معلقة مع أبناء المدينة والمتجهين لمجمع بوشر الرياضي ، داعين الله لهم بالوصول الآمن والعودة بمكرمة وكأس سلطان الشهامة والسلام والإنسانية .
في الحقيقة السبب الذي جعلني أبدأ بالمقدمة التاريخية المختصرة لمكانة مدينة صحار ، هي لتذكير الجميع سواء كانوا إداريين أو لاعبين وكذلك الجمهور بالدور الحضاري والتاريخي الذي لعبته هذه الولاية العريقة على مر العصور ، واستخدام سفينة صحار كرمز تاريخي ربط هذه الولاية بالحضارات العالمية المختلفة ، والذي يستوجب علينا جميعا أن نتعاون لإضافة نجمة جديدة تضاف مع مجموعة النجوم التي تلألات بها هذه الولاية من المجد والعز والفخر عبر مختلف العصور ، وأهالي صحار جميعا يعلمون أن الجهوري والشبلي ورفاقهم نجوم كتيبة الأخضر ومعهم مولاي مدرب الفريق ومعاونيه من الجهاز الفني وكذلك الشيراوي والمقبالي ومجلس الإدارة في نادي صحار ، يوقنون ويدركون مدى المسؤولية التي يحملونها في سبيل تحقيق هذا الحلم ، ولذلك جمهور الأخضر ومعه عشاق ومحبي النادي سيكونون معهم في تحمل هذه المسؤولية التاريخية لتحقيق حلم الولاية ، وهذا بالفعل ما أكدته الأيام الماضية ، من خلال الجهود التي بذلت لتوحيد البيت الصحاري ، والتجهيز والدعم المتواصل من الجميع أفراد ومؤسسات ، بهدف إظهار نادي الولاية وجمهوره العريق بالصورة الطيبة التي ينتظرها عشاق الكرة المحلية والعربية والعالمية ، لذلك بعون الله لن تكون المهمة صعبة في حال توافرت النية الصادقة والتعاون البناء بين الجميع ، وحول تحقيق حلم الفوز بالمباراة والبطولة ، كانت لي صبيحة هذا اليوم تغريدة تحدثت عن نفس الموضوع وهي مقتبسة من الكلمة والحكمة الشهيرة التي قالها العداء الأمريكي الاسطوري ( كارل لويس ) حين قال ( إذا لم يكن لديك ثقة .. فدائما ستجد مبرراً لعدم الفوز ) ، وفي هذه الفترة القصيرة من موعد المباراة المنتظرة ، لا يتطلب من نجوم الفريق إلا التوكل على الله ومن ثم الثقة بالنفس بأنهم قادرون على تحقيق الفوز ، والعودة إلى الولاية وقد أسعدوا وأفرحوا الجميع الصغار والكبار الذكور والإناث ، ونحن بعد التوكل على الله مؤمنون وواثقون أن شبابنا قادرون على تحقيق الهدف ، مع التأكيد على احترامنا للخصم والمتمثل في نجوم نادي النصر العريق ، ولكن يبقى أن عاطفتنا لا تعترف الإ بعشق الأخضر ، كذلك الظفر بالبطولة الغالية هو بمثابة هدية لأرواح أخلصت للولاية وناديها العريق ، منها من ودع الحياة والآخر لا زال يواصل العطاء والعشق لهذا الكيان ، وفي الختام أود أن أتقدم بجزيل الشكر للإدارت واللاعبين والمدربين السابقين الذين تعاقبوا على خدمة النادي طوال السنوات الماضية والشكر موصول للمتواجدين في هذه المرحلة ، كذلك الشكر لجميع الداعمين لتجهيز الفريق للمباراة الختامية وشكر خاص لروابط التشجيع من الجمهور التي تعمل ليلا ونهارا في سبيل إظهار جمهور صحار بالصورة المشرفة التي عرفت عنه ، كما أتمنى من الناديين تقديم مباراة جميلة يسود فيه التنافس الشريف ، ودعوة أخيرة لجمهور الفريقين لتقديم تشجيع حماسي وحضاري يعكس الصورة الطيبة لأبناء هذا الوطن العزيز لمن سوف يشاهد المباراة من داخل السلطنة وخارجها ، وكل عام وسلطنتنا الحبيبة في أفراح ومسرات ، وبعون الله ستعود سفينة صحار ومعها كأس أغلى بطولة .
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com