بدأت التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا بالنسبة للمجموعة الرابعة التي تضم المنتخب الوطني الأول لكرة القدم وإيران وتركمنستان وجوام في كشف مؤشراتها المبدئية لتبدو تقريبا خالية تماما من الأسرار التي ظلت تحيط بأوراقها الفنية وتجعل مسألة الترشيحات أمرا صعبا حتى أمام الخبراء والمتابعين للكرة الآسيوية، وذلك بسبب أن البدايات حملت العديد من القراءات الفنية التي تحدد مستويات المنتخبات الأربعة من خلال ما حققته من نتائج وما يمكن أن تحققه في المباريات المقبلة.
لم تخل المعطيات والوقائع التي تكشف الكثير والمثير عن خبايا المنافسة الفنية من المفاجآت والنتائج التي لم تكن متوقعة وإن كانت هذه النتائج تخضع لمعيار إذا ما كانت تعبر عن فوارق فنية حقيقية، أم أن ظروف المباريات هي التي كان لها دور فيها وبالتالي يكون من الجائز والممكن أن لا تستمر النتائج على ذات المنوال المفاجئ.
لا تزال التصفيات في بداياتها وفي سطرها الأول وهو ما يعني أن ساعة كشف الستار عن الصراع على بطاقة التأهل المباشر لنهائيات آسيا والجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات مونديال روسيا تحتاج للمزيد من الوقت لتظهر للعلن
فاجأ منتخب جوام المراقبين والمحللين في القارة الصفراء بعد تصدره للمجموعة ولم يكن أكثر المتفائلين للمنتخب المغمور يتوقعون حصوله على ثلاث نقاط في الجولات الأولى ولكنه ضرب كل التوقعات التي لا ترشحه للحصول على النقاط عرض الحائط وحصل على العلامة الكاملة في أول جولتين ليضم في رصيده 6 نقاط كاملة في واحدة من أقوى المفاجآت والنتائج الإيجابية التي كانت خارج كل الحسابات.
ستكون الجولة المقبلة مهمة لمنتخب جوام وهو يواجه المنتخب الإيراني في طهران في نفس الوقت الذي يستضيف فيه المنتخب تركمنستان وستحدد هذه الجولة المقبلة الكثير من مشاوير المنتخبات والمنافسة الرباعية في سباق كسب النقاط والصدارة.
التقدم الكبير لمنتخب جوام وصدارته بجدارة للمجموعة الرابعة جعلت أنظار الجهاز الفني للمنتخب الوطني يرصده ويعمل على متابعة أخباره والوقوف على مستواه الفني والأسباب التي قادته إلى أن يحقق الفوز في مباراتين متتاليتين.
الأحمر في مهمة حصد الـ6 .. والانفراد بالصدارة
تبدو مهمة المنتخب الوطني شاقة في اختبار قدرات منتخبي تركمنستان وجوام وكليهما لديه طموحات كبيرة ويعيش تطورات فنية واضحة كشفتها مباريات الجولة الماضية وبرز جوام بشكل ملفت للأنظار ونجح تركمنستان في فرض التعادل على إيران.
ويحتاج الأحمر للفوز في المواجهة التي تجمعه مع تركمنستان في مسقط يوم الثالث من سبتمبر المقبل ثم يغادر إلى جوام لملاقاة منتخبها في الثامن من الشهر نفسه والفوز في المباراتين يمنحه الصدارة بجدارة.
يحتاج الجهاز الفني للمنتخب الوطني لمزيد من معرفة أوراق جوام الفنية حيث يرى أن المعلومات لا تزال غير كاملة عن منتخب جوام باعتباره من المنتخبات التي ليس لها مشاركات متعددة وحضور متواصل في المنافسات الآسيوية.
ويرى أن النجاح الذي حققه المنتخب يمنحه التقدير والاحترام، من المهم والضروري معرفة كل المعلومات الفنية عنه. والوضع نفسه بالنسبة لحرص الجهاز الفني للمنتخب الوطني للتعرف جيدا على الفريق الذي تصدر المجموعة ينطبق على الجهاز الفني للمنتخب الإيراني الذي سيكون عليه مواجهة جوام في الجولة المقبلة من التصفيات.
وبالنسبة للمدير الفني للمنتخب الوطني الفرنسي بول لوجوين فإن الفوز على تركمنستان وجوام يمثل هدفا استراتيجيا وغاية ينشدها ويخطط لتحقيقها وذلك من خلال برنامج الاعداد، حيث أعد برنامجا خاصا للمباراتين وأخضع اللاعبين لتدريبات بدنية في الفترة الأولى من مدة المعسكر الداخلي ومن ثم تطبيق تدريبات فنية وتكتيكية وذلك لمعالجة الأخطاء والسلبيات والتجهيز بالصورة المثلى لمواجهة تركمنستان والتي تدخل ضمن برنامج التحضير لمباراة جوام الثالثة.
ويخوض المنتخب تجربتين قبل حلول موعد مباراتي تركمنستان وجوام وتعتبران فرصة للجهاز الفني لاختيار التشكيلة المناسبة والأسلوب الذي يتوافق ورغبة الفوز في المباراتين.
جوام منافس شرس .. وعنوان تهديد كبير
غالبية المتابعين يرون أن مباراة جوام وإيران المقبلة ستكشف الكثير من الحقائق وتظهر إذا كان المنتخب القادم بقوة قادر على الاستمرارية في مشوار التصفيات وتشكيل خطورة على أبرز المرشحين وهما منتخبنا والمنتخب الإيراني.
كفة جوام تبدو راجحة في تشكيل مقاومة كبيرة في المجموعة لأبرز المرشحين وأن يكون منافسا شرسا في الجولات المقبلة بعد ما كسبه من جرعات معنوية كبيرة سيكون لها تأثيرها الإيجابي في جعل الفريق يدخل مبارياته المقبلة بتصميم عال ورغبات كبيرة لحصد المزيد من النقاط والدفاع عن الصدارة.
تغييرات فنية كبيرة تبدو حاضرة على منتخب جوام وذلك باعتماده على اللاعبين المحترفين في الدوري الأمريكي باعتبار أن المنطقة تتبع للولايات المتحدة وسهل هذا الأمر عملية اختيار منتخب جيد وقوي بالنسبة للمدير الفني والذي يراهن على أن منتخب جوام سيكون منافسا قويا في مجموعته ولن يكون صيدا سهلا أبدا.
الهنود بين الطموحات .. وجسر العبور
حظي منتخب الهند بالاهتمام الإعلامي عقب قرعة التصفيات وفي ظل النجاحات التي ظل يحققها الدوري الهندي عبر جذب كبار النجوم الذين اعتزلوا أو على مشارف الاعتزال وذلك للانضمام للدوري الهندي بغرض الترويج وفتح آفاق واسعة للكرة وتشجيع المواهب في بلد المليار وربع المليار نسمة، وتعود إلى سابق عهدها الذي شهد حضورا مؤثرا على المستوى القاري والعالمي.
كانت التوقعات كبيرة بأن تكون للمنتخب الهندي كلمة في مشاركته ضمن المجموعة الرابعة وأن يشكل إحدى العقبات في ظل التطور الذي تعيشه الكرة الهندية والاهتمام الذي يحصل عليه المنتخب الأول وجاء الاختبار الأول في أرضه في مواجهة المنتخب الوطني ونجح لوجوين في أن يتخطى الشرك الهندي وقاد الأحمر للفوز بثنائية وكسب ثلاث نقاط غالية أثرت سلبا على معنويات العملاق النائم وقادته لخسارة ثانية أمام جوام أفقدته البوصلة، ومن المتوقع أن تحوله لجسر للعبور أمام المنتخبات الأخرى وخاصة الإيراني الذي سيكون مسألة فوزه على الهند مؤكدة ولا أحد من المراقبين ينتظر مفاجأة هندية.
وبالرغم من تواضع المنتخب الهندي في بدايات مشوار التصفيات إلا أنه يستحق أن ينظر له بنظرة تخلو من أي استهانة أو استخفاف في ظل حرصه الكبير على مسح الصورة الباهتة التي ظهر عليها في البدايات وبحثه عن نهائيات سعيدة وهو حق مشروع لكل المنتخبات، ويتطلب الكثير من المنتخب الهندي في مبارياته المقبلة.
اعتراف كيروش .. ورسالة إلى لوجوين
أكد مدرب إيران كارلوس كيروش عقب تعادل منتخبه مع تركمنستان أن منتخب تركمنستان كان قويا للدرجة التي كان فيها من الصعب الفوز عليها معتبرا النتيجة منطقية وواقعية وبدأت باعتبارها الأمر الذي لا مفر منه وهو ما يعتبر إقرارا والاعتراف بقوة الفريق التركماني.وقد شكل تصريحه صدمة للجمهور الإيراني .
وذكر كيروش أن منتخبه لم يقدم الأداء الجيد ولم ينجح في صناعة الفرص ومن ثم تسجيل القدرة على تسجيل الأهداف ويعود ذلك لكفاءة الدفاع التركماني وإجادته لمصيدة التسلل وهو ما يشير إلى تطور تقني وفني في الأداء.
حديث كيروش يمثل رسالة مهمة للمدير الفني للمنتخب الوطني لوجوين تجعله يحذر ضيفه الذي سيواجهه في بداية الشهر المقبل في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين ولا خيار فيها غير الفوز وكسب الثلاث نقاط.
ويعتبر التعادل الذي فرضه منتخب تركمنستان على إيران أشبه بقوة الدفع المعنوي الكبيرة التي حصل عليها الفريق ومن المؤكد ستجعله يؤدي بقوة في مباراته المقبلة أمام المنتخب الوطني بحثا عن المزيد من النقاط ومواصلة النتائج الإيجابية ليمضي في مشوار المنافسة بخطوات واثقة تبدل من تاريخه وتقلب كل التوقعات.