جماهير صحار

حيث للجمهور معنى

أخبار صحار

( مقال يناقش موضوع خاص بطلبة الحلقة الأولى في المدارس )” وزن الحقيبة المدرسية “


( مقال يناقش موضوع خاص بطلبة الحلقة الأولى في المدارس )
” وزن الحقيبة المدرسية ”

 

الوقوف ربع ساعة أمام إحدى مدارس الحلقة الأولى ، ستشاهد تفاوتا كبيراً في أحجام الحقائب المدرسية التي يحملها هؤلاء الطلبة ، لذلك فإن الحديث عن موضوع حمل الأطفال للحقيبة المدرسية ، وخصوصا في المرحلة الدراسية الأولى أصبحت من القضايا الهامة التي تؤرق كثير من المختصين في المجال التربوي والإرشادي وكذلك الصحي ، وقد ظهرت كثير من الدعوات تطالب بوضع حلول مناسبة لتفادي المشاكل الصحية التي وجدت عند بعض الأطفال نتيجة الوزن الثقيل للمواد التي يحملها بعض الطلبة في حقيبة المدرسة ، ولربما سوف نجد أن بعض الحقائب المدرسية وزنها يفوق وزن الطالب نفسه ، وعليه نحن نناقش هذه القضية عبر زاويتنا التوعوية وبكل شفافية ومن دون تقليل للجهود التي يبذلها المختصون في هذا الخصوص ، ولذلك هناك كثير من التساؤلات التي طرحها العديد من أولياء أمور الطلبة حول اهتمام الوزارة في حل مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية ، والتي لا تدع مجال للشك حول حرص الوزارة على تشجيع المدارس لتخفيف وزن الحقيبة المدرسية من خلال مجموعة من الآليات التي تم توجبه المدارس حول تنفيذها ، مثل تنظيم الواجبات وكذلك تنظيم الجدول المدرسي ، وأيضا مقترح وضع أرفف في الفصول الدراسية لحفظ بعض الكتب والأدوات المدرسية ، وغيرها من الآليات الأخرى التي وضعت لحل هذه الظاهرة ، فهل ساعدت هذه المبادرات وهذه البرامج في القضاء أو التقليل من مشكلة أعباء الحقيبة المدرسية.

 في الحقيقة سوف تتفاوت نسب النجاح لهذه المبادرات بين مدرسة وأخرى وكذلك بين طالب وآخر ، نتيجة مدى وعي الطالب نفسه بأهمية الالتزام بهذه البرامج ، ففضول الطفل يذهب به لحمل كل المتعلقات الشخصية الخاصة به ، كتبه وفطوره وألعابه وأي غرض خاص به ، وأيضا مدى التزام كل المدارس بتحقيق هذه الأفكار والرؤى ، ناهيك عن الاتكالية الموجودة لدى بعض أولياء أمور الطلبة ، الذين لا يرهقون أنفسهم حتى في متابعة التزام أطفالهم بحمل الكتب حسب الجدول اليومي ، لا زال البعض يعيش مرحلة الاتكال المطلق على المدرسة في التربية والرعاية دون أن يكون له مساهمة في العملية التعليمية .

في الحقيقة معالي الوزيرة وأصحاب السعادة والدوائر المعنية بتطوير المناهج وكذلك المعنية بتقديم التوعية وبتوفير بيئة آمنة للطالب في المدرسة ، يحملون قلوب جميلة وآذان مصغية لأي مقترح أو فكرة تخدم المسيرة التعليمية ، ولذلك نتمنى أن يتم الإسراع في تقليص حجم المنهج المدرسي للحلقة الأولى ، وكذلك تصغير حجم الكتاب عند الطباعة ، ومقترح آخر بطرح مواصفات خاصة لحقيبة الحلقة الأولى من حيث الحجم وتشجيع القطاع الخاص على توريدها ، كذلك نتمنى أن نترك تجربة تخفيف وزن الحقيبة المدرسية إلى مرحلة أخرى أكثر تقدما ، وقد سبقتنا إليها كثير من الدول الأخرى ، والمشهود لها بالتقدم في المجال المعرفي والعلمي والثقافي ، إننا نطمح أن يلغى ما يسمى بالحقيبة المدرسية لمرحلة الحلقة الأولى (1-4) ، على أن تؤدى الواجبات المدرسية وما شابهها والمعروفة بمسمى (المنزلية) في المدرسة ، وهذا هو المعمول به في الدول الأوروبية وبريطانيا على وجه الخصوص ، على أن يحمل الطفل إلى مدرسته حقيبة الغذاء أو ما يسمى (lunch box) ، مع تكليف الطلبة بين فترة وأخرى ببعض المشاريع البسيطة التي تتناسب مع مستوى عمرهم السني ونموهم الذهني ، أو أن نصل إلى تجربة الاستغناء عن الحقيبة المدرسية نهائيا ، والتوجه إلى تقنية أجهزة الحاسب اللوحي (الآيباد) والتي ستعمل بديلا للكتب المدرسية ، ونرى أن تطبق هذه التجربة على أحد الصفوف الدراسية في بداية المشروع ، مع التدرج في تطبيقها على الصفوف الدراسية الأخرى مستقبلا ، كما يمكن إيجاد شركات داعمة لهذا المشروع ، إن الاهتمام بصحة الطالب لا يقل أهمية عن اهتمامنا بتعليمه ، فالتركيز على صحة الطالب يعتبر من الأولويات الهامة التي يجب أن نركز عليها قبل أن نهتم بتوفير التعليم الجيد ، ولذلك نتمنى أن تكون المرحلة القادمة بإذن الله ، مرحلة تتناسب مع الطفرة التكنولوجية والمعرفية والثقافية التي تشهدها المجتمعات العالمية المتقدمة ، فهل سنشاهد الطالب بإذن الله يذهب إلى الصف الأول بدون أن يحمل حقيبة مدرسية ، أو أن يحمل حقيبة مدرسية خفيفة الحجم والوزن ، وختاما نقول بإذن الله القادم أجمل .
حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo,com
جريدة عمان – ملحق مرايا

الخميس :- ٢٠١٧/٥/١٨