احتفلتْ كلية العلوم التطبيقية بصحار، أمس، بتخريج الدفعة السادسة من طلاب تقنية المعلومات بفروعها الأربع (شبكات الحاسوب، وتطوير البرمجيات، وإدارة البيانات، وأمن تقنية المعلومات)، والدفعة الثانية من طلاب تخصص الهندسة بأفرعها (الكهربائية والميكانيكية والكيميائية)؛ وذلك في قاعة عمان بمبنى الكلية، برعاية سعادة الدكتور عصام بن علي الرواس نائب رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وبحضور سعادة الدكتور عبدالله الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي، والدكتور علي بن حسن اللواتي عميد كلية العلوم التطبيقية بصحار، إلى جانب عدد من الأكاديمين والأكاديمين المساندين وأولياء أمور الطلاب؛ حيث يبلغ عدد الطلاب والطالبات الخريجين 248 من حملة شهادة البكالوريوس و17 طالبا وطالبة من حملة شهادة الدبلوم في تقنية المعلومات.
وبدأ الحفل بالسلام السلطاني، ثم تلا الطالب محمد المياسي ما تسير من القران الكريم، وألقى الدكتور علي بن حسن اللواتي عميد كلية العلوم التطبيقية بصحار كلمة الوزارة. وقال فيها: إنها لمدعاة فخر واعتزاز لوطننا الغالي أن يُحتفى بهذه الكوكبة من أبنائه، الذين نهلوا العلم والمعرفة في هذه المؤسسة العريقة في هذه الولاية العريقة. لقد احتفلنا في العام الأكاديمي الماضي باليوبيل الفضي لهذه المؤسسة التعليمية التي تفخر أنها أول مؤسسة تعليم عالٍ بمحافظة الباطنة عند إنشائها في بداية التسعينيات من القرن الماضي، والتي ينتشر خريجوها اليوم في مختلف ميادين العمل في السلطنة، والذين نفخر بهم جميعا. وإذا كان عمر كليتنا يناهز عمر الخريجين الذين نحتفل اليوم بتخريجهم، إلا أنها مع ذلك لا تزال قياسا بعمر الجامعات والكليات كلية نضرة فتيّة؛ إذ يجدر بنا تذكر أن أقدم جامعة لا تزال عاملة حتى اليوم هي إذا اعتمدنا الرواية العربية “جامعة القرويين” بمدينة فاس بالمغرب التي أنشئت عام 859م. أما إذا اعتمدنا الرواية الغربية فهي “جامعة بولونيا” الإيطالية التي أنشأت عام 1088م. أيّا كان الأمر، يدل ذلك على أن الكلية او الجامعة كمؤسسة قادرة دوما على الارتقاء والتقدم والتجدد والتكيف.
وأضاف اللواتي: ما كان لهذه المؤسسة أو سواها من معاهد التعليم لتبلغَ المستوى الطيب الذي بلغته لولا تظافر جهود المسؤولين بوزارة التعليم العالي والأكاديميين والأكاديميين المساندين والموظفين بالكلية الذين يبذلون جهودا كبيرة في خدمة الكلية وطلبتها، فلهؤلاء أيضا كل الاحترام والتقدير. ومن هنا، ينبغي أن نهنئ طلابنا وموظفينا الذين حققوا نتائج متميزة على مستوى السلطنة في مسابقة ساس 48 والتي تهدف تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السلطنة؛ والتي نظمها مركز ساس لريادة الأعمال بهيئة تقنية المعلومات تحت إشراف مدربين ومحكمين متخصصين من جمهورية استونيا، فقد حقق طلاب وموظفو الكلية المركزين الاول والثاني التي تبلغ مجموع جوائزهما 17000 ريال عماني، ولعل مما ساعد على هذه النتيجة أن الكلية سبقت هيئة تقنية المعلومات بإقامة ذات المسابقة على المستوى المحلي بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عمان هذا مضافا لمشاركة طلاب الكلية في برامج مماثلة خارج السلطنة، وقد فاز العديد من الأكاديميين والطلاب بمنح تمويل لعدد من البحوث العلمية الممولة من مجلس البحث العلمي، هذا مضافا للعديد من المراكز المتقدمة في مجال الأنشطة الطلابية، ولقد كان إبتعاث مجموعة من طلاب الهندسة للتدريب خارج السلطنة في شركات عالمية بجمهورية فنلندا تجربة مميزة وفارقة تضاف لبرامج التبادل الطلابي ذات الطابع التدريبي التي تنفذها وزارة التعليم العالي في مختلف البرامج التطبيقية وفي العديد من الدول يذكر منها الهند والمغرب. وكدأب الشباب ربما تظن خريجاتنا ويظن خريجونا بعمرهم الذي يتجاوزالعشرين بقليل أن السنوات قد مرت بطيئة متثاقلة. أما في نظر أمهاتهم وآبائهم وأهلهم فقد مضت السنون بلمح البصر، رغم كل الجهد والعناء، حتى كأن يوم الولادة البارحة، خاصة بالنظر إلى السعادة الغامرة التي يشعرون بها اليوم. فإذا كان هذا اليوم هو حقا يوم الخريجات والخريجين، فإن من الصحيح أيضا أنه لا أسعد اليوم من الخريجات والخريجين غير أمهاتهم وآبائهم وأهلهم، فلهؤلاء أيضا كل الاحترام والتقدير، ودعونا نمنحهم جولة تصفيق حارّ طويلة امتنانا وعرفانأ بدور أصحاب الجميل.
وخاطب اللواتي الخريجين بقوله إن عمان التي تنتمون لحضارتها بلد عريق في التاريخ له من المنجزات في العلوم والمعارف في علوم الفلك والملاحة والكيمياء والطب والهندسة إسهامات لاتزال ماثلة في التاريخ وآثارها مشهودة للناظر، تركها إنسان هذه الارض، كالقصور والمنازل والقلاع والحصون والأفلاج وأنظمة الري والملاحة والسفن والمراكب كلها مفردات في قاموس الحضارة العمانية والانسانية، دعونا نتساءل كيف وصلنا اليها وكيف تحققت؟ وكيف اصبحت عمان في بعض العصور دهليز الصين وخزانة الشرق كما يعبر الجغرافيون.
وقدَّم اللواتي الشكر إلى راعي الحفل سعادة الدكتور عصام الرواس نائب رئيس الهيئة العامة للصناعات الحرفية، على كريم رعايته، وكذلك شكر اللجان التي عملت على الإعداد والتنظيم للحفل من أكاديميين وإداريين.
وألقت بيان البلوشية كلمة الخريجين؛ قالت فيها: على أعتابِ خمس سنواتٍ من العمُرِ تنقضي، تتوج مرحلةً لا تُنسى، خمس سنواتٍ بحجمِ العمُرِ كلِّه، والذكرياتِ كلِّها، والعطاءِ كلِّه، خمس سنواتٍ نقشتْ في الوِجدانِ أروعَ ذكرى، وخلَّدتْ في الرُّوح أسمَى معنًى، انقضتْ كلمحِ البَّصرِ، وفي هذا المساء، تمرُّ أمامَ أعينِنا مواقف شتى ما بين أيامِ التَّسجيلِ وفتحِ الشُّعبِ وإغلاقِها… والامتحانات والأبحاث والعلامات،… الفعاليات والأنشطة والمسابقات.. حقا..كمْ يَعُزُّ الرَّحيلُ ! ويصعبُ الوداعُ يا تطبيقية صُحار!
وأضافت البلوشية: لقد أدت الحكومة دورها، وأدى أولياء أمورنا ما عليهم، وأدت مؤسستنا التعليمية واجبها، أعطوا ورعوا ببالغ اهتمامهم، فجعلوا الأمل واقعا والحلم حقيقة بتخريج دفعات ملئت مواقع العمل وكلفت المشاركة في العطاء. ولن تؤدي هذه الدفعة دورها كما ينبغي إلا بصدق في الأداء، وإخلاص في العطاء، ووفاء يمثل أعز قيمنا، وطموح يعبر عن عظمة شعبنا، فلنؤدِ نحن ما وجب من دور ونقدم فوق ما لزم من عطاء. أيها الحضور، أصالة عن نفسي ونيابة عن أخوتي الخريجين، والخريجات أقدم باقات شكر وامتنان أزينها بعناقيد الوفاء وأكاليل العرفان، شكرا لله أولا، ثم شكرا لوالدنا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لعطائه المتواصل للعلم والتعليم. شكرا عظيمة إلى شركاء الإنجاز.. من كان خلف وصولنا لهذه الغاية النبيلة. وصادق التقدير والامتنان لوزارة التعليم العالي ممثلة بالمديرية العامة لكليات العلوم التطبيقية على ما بذلوه من جهد في سبيل دعم وتطوير المنظومة التعليمية بالكليات التطبيقية.
وجزيل الشكر لـ سعادة الدكتور عصام بن علي الرواس نائب رئيس الهيئة العامة للصناعات الحرفية على رعايته الكريمة.
وسلَّم راعي الحفل الشهادات للطلاب المجيدين؛ وهم: الطالبة ثرياء بنت عبدالله بن خميس الزعابية تخصص هندسة كهربائية، والطالبة إيمان بنت جمعة بن سالم الفطيسية تخصص هندسة كيميائية، والطالب مصطفى بن سليمان النبهاني تخصص هندسة ميكانيكية، والطالبة عبير بنت ناصر اليحيائية تخصص شبكات الحاسوب، والطالبة موزة بنت سالم المعمرية تخصص إدارة البيانات، والطالبة تهاني بنت محفوظ العامرية تخصص أمن تقنية المعلومات، والطالبة سماح بنت حمود المعولية تخصص تطوير البرمجيات، وقبل الختام، ألقت الطالبة جهينة بنت خصيب الكندية قصيدة شعرية بمناسبة حفل التخرج بعنوان مدامع فرح.