**سعادةٌ يُكرِّمُ**
يكتبها: مهدي اللواتي
_______________________________
أن تكونَ فقرةً في حفلٍ كهذا.. واجتماعٍ لقلوبٍ صُحارية كهذه.. تكون متفوقا آخر وبصمةً أخرى على قصبة عمان.. صحار!
حين تعيش صُحارُ بأجمَعِها لحظةً واحدةً في تكريم متفوقيها.. هناك تجد كل الأنظارِ متوجهةً إلى هذه المبادرة الرائعة.. فستجد المدرسين بفخرهم والمدرسات بأَنَفَتهم يعيشون الحدثَ بكل تفاصيله..
الفرحة التي ارتسمت اليوم على شفاه الصحاريين من أبٍ وأمٍّ وأخٍ وأختٍ كانوا مع الطلبة عالمٌ مختلف.. ولو بأيديهم لجاءت كل الحارة تحتفي بهم قبل الأهل والأصدقاء..
“حلمي الذي سقط في جب يوسف مرت عليه قافلة العزيز” بهذه الكلمات انتهت كلمة المتفوقين واختنق الحضور بدمعة والمذيعة بصمت.. لحظتها قلت: بأن صُحارَ ما زالت بخير..
يكفي اليوم أن يعود هذا المتفوقُ إلى بيته ليجدَ من ينتظرُه بحضنٍ ودمعةٍ وعناقٍ لا ينتهي..
وهناك من يعود (لربما) بدمعة فقد فلا أمٌّ يرتمي في حضنها أو لا أبٌ في انتظاره ليحتضنه فاليتمُ اليوم له طعم آخر.. سيحتضن صورةً ما هناك لمن فقد ويُهديها تفوقه ويبكي.. وفي كل دمعةٍ هناك عزيمةٌ وإصرارٌ للمضي قُدُمًا في الحياة وتشريفًا واعتزازا بكل ما كان في حياته ليحوله إلى واقع يفخرُ فيه مَنْ على تُرب صُحار كما يفخرُ به مَنْ في تُربِها..
اليوم يسمع الطلبةُ والطالباتُ كلماتَ التحفيز والنصيحة من راعي الحفل ويفتخرن بها في تغريداتهم..
ولربما ما لم يسمعوه ويعوه بأنهم بعد سنوات قليلةٍ سيكونون صحار ذاتَها فمنهم سيكون سعادة الدكتور محمد الزدجالي آخر ومنهم من سيقدم لصحار ما نقدمه نحن اليوم فَهُمْ من سيبادر لأجيالٍ أُخرى وَهُمْ من سيحملون لواء الوطن وهم من سيتربعون على قصبة عمان…
وما لا يعرفونه أيضا.. بأن إثنتي عشرَ سنةٍ مرَّت ما هي إلا خطوةٌ واحدةٌ فقط.. والخطواتُ أمامهم وكل هذا الحماس والإصرار لابد أن يعيش معهم في سنينهم القادمة..
واليوم علينا أن لا ننسى بأن هناك من أبناءِ صحار من لم يصل مُعدَّلُهُ إلى ٩٠٪ ولا يعني هذا يابنتي ويابُني بأنَّ خطوتكم لم تكتمل.. تذكروا بأن النسبةَ ما هي إلا مفتاحٌ لعوالمَ أخرى وسيكون معكَ ومعكِ مُفتاحُكِ الخاص بكِ فكم من متأخرٍ تقدَّمَ ونَجَحَ وتفوق في مجالاته الأخرى.. هنا سأهمس في آذانهم بكلمة واحدة فقط.. “تستطيعون” فتذكروها أينما أنتم..
اليوم كنتُ هناك بكلمات النشيد “يا صُحار” بلحن ” نشيد موطني” الشهير وأيٌّ فخرٍ أعيش هذا اليوم لأكون أحد هؤلاء المتفوقين ليكتبَ لي أحدُهم: “أبكيتني بكلماتك”!
وأخيرًا إلى سعادة الدكتور.. كلُّ واحدٍ من هؤلاء وغيرهم سيتذكرونَكَ بدعوة وشكرٍ في كل خطوةٍ من خطواتِ حياتِهم.. سيكونون كما أردتهم أن يكونوا لصُحار خاصة ولعُمان الفخر والمجد.. فهكذا يُبنى الإنسان وما هذه المبادرة إلا لبنةٌ أخرى تحت سقفِ المُلهمِ الأولِ لعمان وتحت الشجرةِ القابوسيةِ التي تسقيها بمبادرتك كما سَقوها هؤلاء المتفوقون بنِسَبِهم..
سعادةٌ.. يُكرِّمُ كلَّ شِبرٍ من صُحارَ بمبادرةٍ لن ينساها الزمن.. ولن تنساها القلوب!
________________________________
بقلم: مهدي اللواتي
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٨م
#صحار_تكرم_المتفوقين