جماهير صحار

حيث للجمهور معنى

نادينا

حكايتي مع موقع جماهير صحار

image

‏حكايتي مع موقع جماهير صحار
مبارك بن خميس الحمداني
خلال هذه الأيام يكمل موقع جماهير صحار بهويته الجديدة بعد أن كان معروفاً بمنتديات جماهير صحار يكمل عامه السادس على التأسيس. وخلاصة المشروع فكرة شبابية انطلقت لتغطية أخبار ومناشط نادي صحار الرياضي ولتكون واجهة جماهيره.. ثم توسعت مع هويتها الجديدة ومع أفكار التطوير الابتكارية لتعبر عن واجهة الولاية. الفريق في فحواه فريق قائم على جهد شبابي يغطي الفعاليات القائمة في الولاية محاولاً الوقوف على عديد المناشط ومختلف التظاهرات الرياضية منها والثقافية والاجتماعية.
ولقد كان الموقع بصيغته السابقة من أوائل الخدمات الجماهيرية التفاعلية التي استثمرت منصات التواصل الاجتماعي المختلفة ووظفتها لما يخدم أهداف المنتدى وينشر نشاطاته ومختلف التغطيات التي يقوم بها. وقد نكون على قدر الإنصاف اليوم لو قلنا أن هذا الجهد الشبابي الممثل في موقع جماهير صحار كان ركيزة أساسية في خلق الحالة النادرة في رياضتنا العمانية (حالة المدرج الصحراوي) بكل ما فيه من تفاصيل. فقد عمل مجموعة الشباب القائمة على الموقع منذ البدايات ورغم تواضع إمكانات النادي وتدني المراحل التي يلعب بها قاموا على فكرة إظهار صحار كأيقونة رياضية وعبر جهدهم الإعلامي ومبادراتهم المتواصل سواء كانت على المدرج أو من خلف الشاشات والعدسات فلقد كانوا ركيزة فاعلة في أن يكون المدرج الصحراوي بهذا النضج على مستوى الكم والكيف الذي نشاهده اليوم وحتى الوصول ليكون الفريق الواجهة الإعلامية الأولى للولاية بالإضافة إلى احتفاظه بركيزة أن يكون الذراع الإعلامي الرسمي لنادي صحار وفعالياته ومناشطه..
لا أكتب هذا النص مدحاً في الشباب القائمين على جماهير صحار. ولا أكتبه لكوني حظيت بفرصة كتاب عمود أسبوعي على صفحات الموقع. ولكن أكتبه من مبدأ الأمانة والإنصاف. فلقد ركزت خلال الفترة الماضية عبر المقالات المتفرقة الضوء على بعض الجهود الناشئة في الولاية وضرورة دعمها وتطعيمها. وحللت بعض الجوانب فيما يتعلق بركائز الفعل الحضاري التي تفتقدها صحار اليوم. ونحن حين نقف عند تحليل تجربة موقع جماهير صحار والتطور التاريخي لفكرة الموقع فإننا نجد أن عناصر النجاح لهذه الفكرة في تقديري إنما تنبع من ثلاث مقومات رئيسية ( القدرة على التطوير المستمر , القدرة على التوسع في نطاق العمل , القدرة على الإستدامة وتوليد الأفكار) وهذه الركازات الأساسية في تقديري كانت عمود القيم غير المعلن بالنسبة للموقع وإنما الكامن في عزيمة وهمة الشباب العاملين عليه.

لم أكن أعرف مجموعة الشباب القائمين على الموقع إلا منذ عدة أشهر حين تلقيت دعوة الكتابة في الموقع من أحد الزملاء. ولكنني كنت متابعاً للموقع منذ البدايات التأسيسية. وأعتقد أن شريحة كبيرة من أهالي الولاية مثلي لا يعرفون شخصية الرجالات والجنود المجهولين الذين يقفون خلف نجاحات هذا الموقع لأنهم ببساطة أرادوا العمل بصمت وأن يظهر جهدهم وبصمتهم في جودة ما يقدمون وليس في مجرد التشدق والتباهي كونهم فريق بدأ نشاطاته طوعياً وحقق نجاح لا بأس به منذ البدايات وحتى الهوية الجديدة..

في الحقيقة لست مطلعاً على كواليس العمل في هذا الفريق المميز ولا يعنيني ذلك. فكل ما يعنيني هو الاستمتاع بنتاجات هذه التجربة الشبابية ودعمها بالقدر الذي استطيع أن أخدم من خلاله. ولكنن أنتهز الفرصة هنا للحديث عن تجربة الكتابة عبر موقع جماهير صحار. فبعد أربع سنوات من الكتابة الصحفية في الصحف العمانية المختلفة وفي صحف خارج السلطنة في دول عربية وخليجية لا أبالغ أن قلت أن تجربتي الناضجة بجد قد ابتدأت حين اتجهت للكتابة في موقع خصب نيوز وهي فكرة مماثلة نسبياً لموقع جماهير صحار. ولكن هذه التجربة وجدت توهجها الحقيقي هنا عبر صفحات موقع جماهير صحار. وحين أتحدث عن نضج تجربة كاتب معين فأنني أقيس ذلك بمدى تفاعل القراء مع ما يطرح وحجم التواصل الجدلي الذي يحدث بين الكاتب والقراء بشكل عام. فرغم أنني لا أحسب نفسي كاتباً متمرساً وإنما مجرد مدون فإن التفاعل الذي أجده بعد كل مقال صرت أكتبه عبر موقع جماهير صحار أجزم لو أنني قضيت عشر سنوات أخرى في الكتابة على الصحافة الورقية لن أجد مثله.
إن الكاتب يجد نفسه حاضراً وممارساً حين يأتيه اتصال معين بعد مقالة كتبها يناقشه في أفكار مقالاته ويجادله في فكرة ما أو يتفق معه في أخرى ويختلف في أخرى. مهما كان حجم الاتفاق أو الاختلاف فليس ذلك هو المغزى وإنما في الصدى (الفعال) الذي تحدثه الفكرة المحمولة على وسيلة معينة في ذات القارئ. بعد كل مقالة أكتبها أصبحت أتلقي عديد الإتصالات. وعشرات الرسائل. ليس كتلك الرسائل الجافة التي تقول لك (مقال جميل) (طرح جيد)..الخ. وإنما رسائل جدلية تناقش لب الأفكار الواردة وتطرح نقاشاً موسعاً حول الأفكار الجزئية.

قد لا تفي كلماتي شكر هذه المساحة المتاحة أسبوعياً للتفاعل مع الجمهور الذي لم يعد يقتصر على الولاية وحدها. وإنما عبر مساحات أوسع. وحتماً لا أملك سوى أن أقولك شكراً جماهير صحار في ذكراكم السادسة لأنك أوجدتم لي هذه المساحة. التي أتمنى بدون شك أن تتسع لتشمل أقلاماً أخرى ومقامات أوسع