جماهير صحار

حيث للجمهور معنى

ادبيات

” شكرا ثقافة مشجعي الأحمر “

هناك مقولة عظيمة مفادها أن الفرد سفير لمجتمعه خارج حدود الوطن ، من خلال ما يصدر عنه من أقوال وأفعال ، وفي بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم ( 23 ) التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة ، كان للجمهور العماني البصمة الواضحة للثقافة العالية التي يتمتع بها مشجعي الأحمر ، ولعل أبرز ما أشعل حراك الشارع الرياضي العماني والخليجي والعربي والعالمي ، وجعل جميع شبكات التواصل الاجتماعي تخصص مساحات واسعة للحديث عنه ، هي تلك الثقافة المتحضرة التي يقوم بها مشجعي المنتخب بعد كل مباراة ، من خلال تنظيف مقاعد التشجيع المخصصة للرابطة العمانية وتركها نظيفة مثل ما كانت ، وهذا لم يكن وليد الصدفة وإنما هو نتاج سلوك مكتسب من التنشئة والتوعية المستمرة التي ارتوى بها الفرد في المجتمع العماني ، كذلك فإن هذا العمل التطوعي ليس انتقاص يمس مكانة وشخصية المواطن العماني مثل ما يراه ربما بعض الأفراد ، ولكن هي تسجل من أضخم العلامات والماركات العالمية للإنسان المتحضر في العالم الحديث ، والتي تحاول العديد من المنظمات والجمعيات الدولية نشره وبثه في المجتمعات العالمية ، ثقافة مشجعي الأحمر لم تكن حاضرة فقط في هذا المشهد الحضاري الجميل ، ولكنها سجلت عدة مشاهد جعلها تكسب قلوب الجميع ، لقد كانت الجماهير وفية مع لاعبي المنتخب عند الخسارة وفي الانتصار ، لذلك لم تيأس ولم تخذل اللاعبين والمتابعين بعد المباراة الأولى التي خسرناها مع الشقيق منتخب الإمارات ، ثقافة مشجعي الأحمر أيضا كانت حاضرة في عشقها وحبها لوحدة شعوب الخليج ، فمع مؤازرتها وتشجيعها للمنتخب ( شعارها سيفين والخنجر عمانية ) ، كان الشلة الأخرى التي نادت بها ( خليجنا واحد .. وشعبنا واحد .. الله أكبر يا خليج ضمنا ) ، لترسل رسالة للعالم قاطبة بإننا بلد ( سلطان الحكمة والسلام ) ، وسنواصل عزف سيفونية المحبة والمودة والتعاون والوئام ، ثقافة مشجعي الأحمر كذلك كانت مع مصير الأمة العربية والإسلامية حين رفعت لوحة أكدت فيها بأن ( القدس عاصمة فلسطين الأبدية ) ، كل ذلك كان حاضراً في سلوك مشجعي منتخب السلطنة ، الذين توافدوا من مختلف الولايات والمحافطات العمانية ، ليشاركوا دولة الكويت الشقيقة بلد المروؤة والشهامة والسلام ، احتفالها بنجاح هذا العرس الخليجي الذي بذل فيه أمير الكويت وشعبه الكريم جهود مخلصة وجبارة لأجل تهيئة مناخ يسوده روح التجانس والتنافس بين شباب الخليج العربي ، ولكوني أحد الساعين مع كثير من الباحثين نحو نشر قيم التوعية المفيدة لحياة الشعوب ، شعرت بسعادة غامرة وأنا أرى جمهور وطني يتحلون بمثل هذه الثقافة العالية من الأخلاق والتواضع والتسامح والمحبة ، وتأكيد الشعور بأهمية الترابط بين الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية ، ونشر مفهوم النظافة من الإيمان الذي دعا إليه ديننا الإسلامي والسنة النبوية قبل أن يكون هو سلوك حضاري عالمي ، لذلك سطرت هذه الكلمات المتواضعة لأرسلها لأولئك المشجعين المرابطين حول كتيبة الأحمر ، والمتواجدين في ديرة صباح العز .. صباح الفخر .. صباح الإنسانية .. ، لنقول لهم شكراً ثم شكراً لكم هذا التمثيل المشرف للوطن ،،،

بقلم الكاتب / حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
صحار :- 2017/12/30م