جمهور صحار يجبرك على كتابة قصيدة ..
مبارك بن خميس الحمداني

مدخل : #عشق_فريد
عن علاقة العشق الفريد أتحدث..
عن فقه حُب الصحاريين لكيانهم الأخضر أغرد..
فصحار وجمهوره يجبرك دونما تكلف أن تصبحُ شاعراً تسرد الحب في أبياتك .. وتمسي سارداً تروي ثيمات هذا التعلق المبهج الذي يكنه سكان المدرج الأخضر لكيانهم..

#شواطئ_صحار
حينما تبحر السفن إلى معاقلهم.. لا يريدون لها أن ترسو بنجاة إلا وهم غانمين من ألذ مغانمها..
وحين يتوعدون خصمهم. فإنهم لا يقبلون إلا بالسيادة..

#شاعر_جمهور_صحار
لن أكون فارس الروضان في قصائده التي يتغنى فيها بعشق الهلال ويسامر بها لياليه ويغازل بها عشيقاته من الكائنات الأدبية الواقعية والمختلقة..
ولن أكون إياد عبدالحي الأنيق المتأنق حين يكتب عن عميد أندية السعودية طرباً وعشقاً في الفوز والهزيمة..

لكنني أحاول عبر عبر أفصاص الكلام المسرودة هنا فهم تجليات فقه الحب الذي يكنه الصحاري لهذا الكيان , رغم موجات الألم , ورغم شظايا الإنكسار , رغم وتيرة الصعود والهبوط , ورغم الفرح المتقطع , والحزن شبه الدائم , رغم الإشكالات والمشاكلات , رغم الحواجز والصعوبات يظل التعلق مادة للدرس يستحيل علينا فقهها عندما يتعلق الأمر بجمهور صحار ..

#الموعد_الصحراوي
فمع جمهور صحار , أنت لست بحاجة إلى “الساعة” لضبط مواعيدك. فهم وحدهم من يستبقون كل المواعيد.. يتأنقون وكأنهم على مشارف لقاء غرامي .. يطربون أنفسهم بأجمل الألحان.. ولا يدعون ليلة تكتمل إلا وهم في غاية الطرب والمزاج الراقي حتى وإن تعرضوا لأقسى الصدمات..

#غريب_وغرابته_مذهلة
غريب هو جمهور صحار. فحينما يغضب أو يألم لهزيمة ما. فإن مفعول هذا الغضب يجعلك تجزم حينها أنهم سيقطعون عهداً بالتخلي ومقاطعة المدرج وكل ما يتعلق بناديهم. ولكنهم ما أن تشرق عليهم شمس اليوم الموالية حتى تجدهم أول المبادرين. وأول المطالبين بالزحف.. وأول الحاثين على الحشد.. وأول المنطربين لطرب أنفسهم..

#سؤال_ساذج
قال لي أحدهم : لماذا تعشقون صحار بكل هذا الجنون ؟ , قلت ببساطة حينما يتعلق الأمر بنادٍ معين أو بكرة القدم .. فعشقك محكوم بمعادلة الربح والخسارة. ولكن حين يتعلق الأمر بصحار فأنت أمام حبٌ أزلي فطمنا عليه في المهد..أمام حب يطربه السمار في ليالي الربيع..”أمام عشق تلوناه في ليالي الكد”.. أمام قصة قد يكون واقعها مرير.. ولكنها تجبرك على أن تحكيها لأحفادك في المستقبل المشرق..

#فقه الحب_الصحراوي
يقول المفكر المصري يوسف زيدان في كتابه اللذيذ “فقه الحب”: “أن تحبَّ شخصاً يعني.. أن تُكذِّبَ كل المحيطين بك، وتصمَّ أُذنك عن كلّ من كنت تنصت إليهم دوماً، وتخالفَ كلّ ما كنت تعتقد. ليكون المحبوبُ وحده هو المُعتَقَد، والمُصدَّق، والمُستَمع إليه.. وتلك مخاطرةٌ غير مأمونة العواقب…” جمهور صحار يا زيدان قبل المغامرة منذ زمن. ولا تعنيه أيما تكون العواقب. فالعشق وصل حد التماهي.. والجنون وصل حد الهيام.. صحار بالنسبة لجمهوره ليس مجرد كيان وعشق.. إنه معتقد يؤمنون به ويدركون فرائض العشق التي يوجبها..

#انظر_يسار_المنصة
حين يكون الموعد صحارياً.. فإن كل المواعيد الأخرى تتلاشى وتتضاءل أمام هيبة الحضور.. انظر هناك إلى مدرجهم الصاخب في الواجهة اليسرى من معقلهم.. وستجد شموخاً ضارباً.. كل ما سوى هذا الموعد المنتظر يعتبر “تفاهة” أو “سذاجة”. وكل الأعذار التي تجعلك تتخلف عن الموعد الصحراوية تغدو “واهية” خارج حدود المنطق..

#أغنيات_صحار
حين كتب أمير الشعراء أحمد شوقي رائعته :
“اليوم نَسود بوادينا…ونُعيد محاسنَ ماضينا
ويشيدُ العزّ بأَيدينا…وطنٌ نَفديه ويَفدينا”
تشعر وكأنه يتحدث بلسان جمهور صحار قبل كل مباراة.. تشعر وكأنه يصف عزمهم وهممهم التي لا تكسرها أي لحظة إخفاق. ولا تهدمها أي هزيمة..
وحين ينثر البدر “بدر بن عبدالمحسن” درره قائلاً :
“أبيك تعرف أن الناس أجناس..
ولا كل من ينطق أحبك “يحبك..
بعض البشر يغرك بصدق الإحساس..
وبعض البشر ساكت وقلبه يحبك”
تشعر وكأنه يضع جمهور صحار في واجهة المقارنة. الجمهور الذي يتجلى حبه بأفعاله. الجمهور الذي يثبت أصيل معدنه فيضرب للسائرين في دروب الحياة حكماً ودروساً مجانية..

#صحار_كذا_شمس_وقمر
حينما يطل صحار في قلوب جمهور ليلاً : يكتبون له أعذب القصائد.. وينشدون له أرقى الأبيات.. وحين يطل عليهم على قارعة شمس الصباح “يدفعهم للبذل والعمل.. يوقد جذوة الحياة في داخلهم بألوانه.. فمع اللون الأخضر وحده تستطيع قياس حياة الأرض. وخصبها.. ومع عشق صحار وحده تستطيع قياس نبض قلوب محبيه ومقدار الحب الذي يسكنها..

#ثنائية_الحب_والموت
هل رأيت جمهوراً لا يكترث كثيراً ببطولات فريقه .. هل رأيت جمهوراً يعقد للصبر ألف همة.. أنه باختصار جمهور صحار. ومع ذلك يحبون معشوقهم أكثر وينطربون لرؤيته أكثر فهم يدركون مغزى القول في فقه الحب “كلما تحاشينا الحبَّ، وتجافينا، بحجة أننا لن نحتمل آلامه.. صرنا كالموتى الذين يزيدون موتهم موتاً..” وهم وحدهم من يبعثون للحياة نفسها.. وللومضات الجميلة في الكون ألوانها وأغنياتها..

#جهاز_قياس_نبض_الصحرواي
وحدهم جمهور صحار من تغاز كائناتهم العشقية من حبهم وهيامهم بصحار , وحده صحار الكائن الذي يحرك الغيرة في قلب هذا الوجود.. ومع الاعتذار البالغ لفارس الروضان
“صحار يتحكم بنبضي
لأني بأختصار ..
كل نبض في خفوقي
لو نطق قال “صحار”.

#قبل_أحبك
غنى الفنان العذب عبدالمجيد عبدالله مرة فقال “قبل أحبك.. كنت أنا أحب الرياض..ومن عرفتك زاد أنا حبي لها”
ومجانين صحار يغنون على أوتار السهر لمعشوقاتهم “قبل أحبك.. كنت أنا أحب صحار.. ومن عرفتك زاد أنا حبي لها”

#عين_الصحراوي_وقلبه
ويقال في فقه الحب أيضاً “للعاشق عينان لا تريان القبح فى المحبوب، ثم لا تريان قبحاً فى أي موجود، ثم لا تريان فى الكون قبحاً. فإذا اكتمل العشقُ فى القلب، وعمّ، وتمّ، وطمّ.. فما ثمّ، إلا جمالٌ يحوطه الجمال..”
أما عشاق صحار فلهم عينان وقلب لا يرون بها في محبوبهم أي وهن أو إنكسار .. ولا يرون في هذا الأفق أي سواد مهما تكالبت الظروف وتعدد الإحباطات.. وعشقهم قد تم وعم وطم منذ زمن بمعشوقهم فأصبحوا يرونه كل الأمل.. ويصوغونه بكل مفردات الحياة..

#مخرج
صحار ليس واجهة كروية فحسب.
إنه مطر يشبه لذة مطر الصيف..
وشمس بازغة يقع بريقها في قلوب العاشقين كلهفتهم لشمس الشتاء..
إنه قصيدة كلما كررت.. تشعر وكأنها تخط لأول مرة..
إنه أغنية قادمة من عمق الزمن.. وأسطورة تفرض قوانينها في زمن المعقول.. وحكاية يرويها رجل عجوز لأطفال القرية قبل ساعة الغروب..
وحده صحار لا يغرب في قلوبنا.. وحده صحار دائم الشروق..