تفعيل العمل الاجتماعي والتطوعي يعتبر من المفاهيم الأساسية التي يجب أن تغرس في حياة المجتمع ، لذلك فإن العمل التطوعي يخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة ، كما إن المتطوع هو ذلك الشخص الذي يسخر نفسه عن طواعية ودون إكراه أو ضغوط خارجية لمساعدة ومؤازرة الآخرين دون مقابل .
لذلك فإن الخطوة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم في سبيل بث روح العمل التطوعي بين أفراد المجتمع ، من خلال طرح مسابقة أفضل عمل تطوعي في الحقل التربوي منذ عدة سنوات ، تعتبر خطوة هامة من أجل تدريب النشء نحو ثقافة العمل التطوعي ، وكذلك نحو تنمية الوعي بأهمية العمل الاجتماعي لجميع أفراد المجتمع ، ولذلك فإن المجتمع العماني يعتبر تربة خصبة نحو تحقيق هذه الفكرة التربوية ، حيث يتميز مجتمعنا ولله الحمد بحبه في المشاركة والتعاون وتقديم المساعدة مع بعضه البعض ، وكذلك مع مختلف المؤسسات التي تتواجد في الوسط الاجتماعي.
في الحقيقة المشاريع التي قدمتها المدارس المشاركة في هذه المسابقة التطوعية التربوية ، تعطي المشاهد انطباعا جميلا لما تقدمه المدارس والطلبة من إبداعات وأفكار نحو تحقيق الهدف الأسمى من طرح هذه المسابقة ، ولقد تشرفت بحضور وتقييم هذه الأعمال الطلابية منذ انطلاق المسابقة ، التي التمست من خلالها مدى الرغبة الصادقة والنابعة من حب الطالب نحو خدمة مجتمعه ووطنه ، وذلك من خلال المشاريع الإبداعية التي قام بعرضها طلبة المدارس ، والتي سعوا من خلالها نحو نيل الأجر والثواب من رب العالمين ومن ثم نحو خدمة مجتمعاتهم ووطنهم الغالي ، لذلك كانت هناك مشاريع تطوعية متنوعة ، منها ما يخص الأعمال الخيرية ومنها البرامج التوعوية ، إضافة إلى المشاريع التجارية التي ابتكرها الطلبة ومن ثم يكون عائدها مخصص نحو إعانة أفراد وأسر ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية تتطلب من المجتمع مد يد العون والمساعدة لهم ، كما تواجدت مشاريع تطوعية تميزت بالشراكة المجتمعية وغيرها الكثير لا يسمح المجال من عرضها كاملة في هذا المقال الموجز .
إن غرس ثقافة العمل التطوعي في المجتمع المدرسي ستعمل بإذن الله على تعزيز الثقة بالنفس لدى الطالب العاشق لمفهوم التطوع ، كما أنها ستساعده على استثمار أوقات فراغه في أعمال اجتماعية تحقق له إشباعاً معنوياً كيراً ومتنوعاً ، كذلك فإنها وسيلة نحو تعويد الطلبة على إبراز ما لديهم من إبداع وابتكار في مجال العمل التطوعي ، وأيضا يساعد على إيجاد الحلول المناسبة لبعض المشكلات الموجودة في المجتمع المدرسي والبيئة المحيطة به.
وفي ختام هذا المقال نشكر أبناءنا الطلبة على إخلاصهم نحو تحقيق ثقافة العمل التطوعي ، من خلال ما قدموه من مشاريع تستهدف خدمة مجتمع المدرسة وكذلك المجتمع المحيط بها ، والشكر موصول لإدارات المدارس ومعلميها لجهودهم المخلصة في تزويد الطلبة بالمعارف والمهارات المتنوعة ومن ضمنها تفعيل مشروع العمل التطوعي بالمدرسة ومشاركة المجتمع في هذه الفكرة التربوية الاجتماعية الرائعة ، متمنين لجميع المدارس مواصلة الجهد في زيادة نشر ثقافة العمل التطوعي ، ومهنئين المدارس التي وفقها الله في الفوز بالمسابقة ، ومؤكدين للمدارس التي لم يحالفها الحظ بأن جميع الأعمال التي تم تقديمها هي محل تقدير واحترام لدى الأساتذة المقيمين ، وأن الهدف الأسمى لهذه المسابقة قد تم تحقيقه من خلال الحس التطوعي الذي تولد لدى أبنائنا الطلبة ، وهذا ما لمسناه في أعمال جميع المدارس وفرقها التطوعية ، سائلين الله للجميع الأجر والثواب وعظيم الحسنات لما تقدمه المدارس متمثلة في الهيئات الإدارية والتدريسية وكذلك الطلبة من أعمال وجهود مخلصة خدمة للمجتمع والبشرية .
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com