الوعي البيئي في أبسط تعريف له بأنه الإدراك الواعي لكيفية التعامل مع البيئة بوصفها الغلاف المحيط بالإنسان بما يصونها وكذلك بما يحافظ على صحة وسلامة البشرية ، ولذلك فإن الوعي البيئي هو إحساس بروح المسئولية الخاصة والعامة نحو الإنسان والبيئة.
وعليه فإننا من خلال التعريف السابق نستنتج أن الوعي البيئي يتحقق من خلال تعاون جميع مكونات المجتمع للوصول إلى هذه الغاية ، كما أن البيئة تمثل أهمية كبيرة للإنسان فهي المحيط الذي يعيش فيه ، ويحصل منه على مقومات حياته ولكن بسبب تصرفات الإنسان غير المسئولة مع ما يحيط به من كائنات ومكونات قد أخل كثيرا بتوازن النظام البيئي.
اليوم عندما ننادي بضرورة الوعي البيئي فإننا هنا لا نخاطب طرفا واحدا بعينه ، الفرد والمؤسسات الحكومية والخاصة وكذلك الأهلية مشتركة في تحقيق هذا الوعي الخاص بالمحافظة على سلامة البيئة ، الأسرة لها دور كبير في غرس هذا المفهوم فمن خلال التنشئة يمكن إكساب الأطفال مهارات ومعارف تهتم بغرس الشعور بأهمية المحافظة على سلامة بيئتنا ، النظافة العامة ورمي الأوساخ والفضلات في الأماكن المخصصة سلوك إذا مارسه الطفل منذ صغره سيصبح حتما ثقافة ترتبط بشخصيته في المستقبل ، ولكن للأسف لا زال البعض من أفراد المجتمع لا يعطي موضوع البيئة أي أهتمام فحرق الأشجار والأوساخ في المنازل والمزارع ظاهرة لا زال يمارسها البعض ، وكذلك الأمر فيما يخص التخلص من الفضلات في غير أماكنها المخصصة ، وعيد الفطر السعيد ليس ببعيد عن هذا الموضوع ، فكم من مخلفات مشاوي العيد قد إمتلأت بها الطرقات ، لذلك لا عجب في انتشار الأمراض أو حدوث تلوث بالهواء ، كما إننا لو نظرنا إلى بعض الشركات التي تعدت على البيئة وتسببت في حدوث الضوضاء وتلوث المناخ والاعتداء على الغطاء الأخضر ، فأخلت بالتوازن البيئي وأوجدت المشاكل الصحية لأفراد المجتمع وقضت على بقية الكائنات ، كل يوم نسمع عن مشكلة الاحتباس الحراري وتلوث طبقة الأوزون وغيرها الكثير من المشاكل البيئية التي وجدت مع الطفرة الصناعية التي شهدتها المجتمعات الاقتصادية الحديثة والمتسبب الحقيقي بوجودها هو الإنسان بنفسه لأنه من اخترع وصنع واستخدم تلك الآلة.
إذن في ظل هذا الاعتداء على البيئة وما نتج عنه من مشكلات بيئية كثيرة ، التي تسببت في تدهور الوضع البيئي بالحياة العامة ، مما يوجب علينا جميعا الحد من هذه المشكلة وكذلك يتطلب منع حدوث مشكلات جديدة أخرى ، ولا يكون ذلك إلا من خلال السعي نحو تحقيق الوعي البيئي بين مختلف أطياف المجتمع ، ويحدث ذلك من خلال مساهمة أفراد المجتمع بتوعية أبنائهم وأسرهم بأهمية المحافظة على البيئة ، كما يتطلب من مؤسسات الدولة المعنية بالبيئة في توفير المعلومات البيئية الصحيحة من أجل نشرها وإيصالها بمختلف الطرق والوسائل سواء الإعلامية أو من خلال التوعية بهذا الخصوص في المجتمع أو بواسطة المؤسسات التعليمية المختلفة ، كما يوجب على المعنيين بالأمر تشديد المراقبة في تحقيق الشروط الواجبة على المؤسسات الخاصة (الشركات والمصانع) لضمان بيئة خالية من التلوث ، وكذلك التحقق من تطبيق التشريعات والأنظمة التي تهدف إلى المحافظة على سلامة البيئة ، والأهم أنه يجب على تلك المؤسسات الربحية أن تباشر من نفسها باحترام خصوصية البيئة وعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي تسبب في دمار الوضع البيئي ، لذلك فإن مساهمة المنظمات والهيئات الدولية وأيضا الجمعيات التطوعية المعنية بأمور صون البيئة مع باقي مؤسسات الدولة في رفع مستوى الوعي البيئي في المجتمع هو ضمان لحياة سعيدة للأجيال المعاصرة ومستقبل مشرق للأجيال القادمة بإذن الله .
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
الخميس:-٢٠١٧/٧/٦م