” الأمراض المزمنة وخدمات الطرق “بقلم / حميد بن فاضل الشبلي
حدثني أحد الأخوة عن حوار دار بينه وطبيب عربي يعمل في إحدى المستشفيات ، حول أهم الأسباب التي جعلت بعض الحالات المرضية تتضاعف في المجتمع العماني وخصوصا عند النساء ، حيث أوضح ذلك الطبيب أن عامل ( الحياء ) يأتي في مقدمة تلك الأسباب ، عندها طلب صاحبي من الطبيب التوضيح أكثر حول هذه المعلومة ، فأجاب أنه لو أفترضنا أن عائلة عمانية توجهت من ولاية شناص حتى محافظة مسقط ، وكان من ضمن الركاب عنصر نسائي فتأكد كل التأكيد أنه من المستحيل أن تطلب أي أمرأة من قائد المركبة البحث لها عن دورة مياه إذا تطلب الأمر ذلك ، والسبب يعود إلى عامل الحياء الذي يجعلها تمتنع من تقديم مثل هذا الطلب ، وخصوصاً أنها تعلم كل العلم أنه لا توجد دورات مياه على الطريق العام مخصصة للعامة ، الإ في المساجد وأغلبها يكون مغلق خارج وقت الصلاة ، لذلك فإن أغلب النساء يتحملن هذا الأمر ولو كُنا مصابات بأمراض مزمنة كالسكري وغيرها من الأمراض الأخرى ، لذلك فإن مثل هذه الحالات تتضاعف وتزداد نسبتها بين أفراد المجتمع .
أعزائي القراء مما لا يخفى عليكم أن كثيراً من الأمراض المزمنة بدأت تنتشر في حياة المجتمع كالسكري والكلى والقولون..الخ ، وأصحاب هذه الحالات في حاجة دائمة للذهاب إلى دورة المياه ، وللأسف الشديد هذا ما تفتقر به أغلب الطرق وخصوصا الطريق العام الذي يوصل بين المحافظات فيما بينها ، والأمر كذلك مفقود في أغلب الأسواق والأماكن العامة كالمنتزهات والشواطئ والمواقع السياحية الأثرية ، حيث يلجأ أغلب الأفراد إلى التوجه لأقرب مسجد أو مؤسسة حكومية أو خاصة أو مطعم ، فهل يا ترى مثل هذا التصرف يليق بنا كمجتمع ونحن نعيش مرحلة التمدن والتحضر والحياة الحديثة ، وحول هذا الموضوع لن أتشعب كثيراً وسأناقش الموضوع حول فقدان الطرق العامة لأغلب الخدمات ومن ضمنها دورات المياه العامة ، فهل يعقل على سبيل المثال أن طريق يمتد من خطمة ملاحة إلى محافظة مسقط ، ولا نجد دورة مياه عامة على جانب هذا الطريق الحيوي الهام ، وإن وجدت فربما في مواقع قليلة وأغلبها معطلة أو تحتاج صيانة ، في الحقيقة إن الوضع الصحي الذي يعاني منه كثير من أفراد المجتمع ، يستوجب أن تتوفر به مثل هذه الخدمات مع مدخل ومخرج كل ولاية ( واحد للقادمون والآخر للمغادرون ) ، بحيث يكون الأول من ناحية اليمين للشارع العام ، والآخر من اليسار بالنسبة للطريق العام ، وذلك بهدف تقدير ومساعدة لمن يعانون مثل هذه الحالات التي ابتلئ الله تعالى أصحابها ، كما أنه يعتبر من ضمن متطلبات الحياة المدنية الحديثة ، ولذلك فإن رسالتنا التوعوية لهذا اليوم موجهّ للمعنيين بهذا الأمر نحو الاهتمام بالوضع الصحي والخدمي الذي يطالب به كثير من أفراد المجتمع ، وخصوصا ممن يعانون من ويلات الأمراض المزمنة ، كما أني أتمنى من وزارة البلديات الإقليمية ووزارة السياحة التعاون في وضع خطة لتوفير دورات مياه عامة على الشارع العام في كل ولاية ، خدمة لأفراد المجتمع وتشجيعاً للسياحة الداخلية ، كما أن هذا الموضوع يجب أن يكون ضمن أجندة عمل المجلس البلدي في كل ولاية ومحافظة ، وأن يتم دعوة القطاع الخاص للمشاركة والتعاون جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة ، في توفير مثل هذا الخدمات التي يحتاجهاالأفراد ، وقبل ذلك هي تعتبر من ضمن أولويات الرعاية الواجب توفرها في حياة كل مجتمع حديث في هذه المرحلة ، سائلين الله تعالي الصحة والعافية لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطببة ، وأن تكون المرحلة القادمة شاهدة على طرح مناقصات لمثل هذه المشاريع الداعمة والمعززة للصحة العامة ..
حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com