جماهير صحار

حيث للجمهور معنى

ادبيات

” المرأة العمانية عطاء بلا حدود “

” المرأة العمانية عطاء بلا حدود “
إن الحياة الأسرية لن يكتب لها النجاح والاستمرار إلا بوجود التعاون المشترك بين الزوج والزوجة ، وكذلك هو الحال لا يمكن أن يوجد مجتمع منتج ومتطور إلا من خلال مساهمة كل من الرجل والمرأة في صناعة هذا المجتمع ، لذلك جاءت رؤية صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بأن المرأة في المجتمع العماني تعتبر شريك أساسي في التنمية العمانية ، وأن التنمية لا تقوم إلا باكتمال ركنيها وهما الرجل والمرأة ، ولتأكيد ذلك تحتفل السلطنة في السابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام بيوم المرأة العمانية ، كترجمة لإحدى التوصيات التي خرجت بها ندوة المرأة العمانية التي عقدت في سيح المكارم بولاية صحار عام 2009م ، إن هذه الشراكة بين الرجل والمرأة في صناعة التنمية ، هي رسالة للمرأة العمانية في المقام الأول ، حول الرعاية والاهتمام الذي يكن لها هذا المجتمع وكذلك الحكومة ، والتأكيد على الدور الحيوي الذي تقوم به مع الرجل في خدمة الوطن ، والرسالة الأخرى هي للعالم الخارجي بأن المرأة العمانية مع خروجها للعمل ومشاركتها في البناء والتعمير ، لم تفقد الخصوصية في المحافظة على جميع الأدوار الاجتماعية المناطة إليها ، فمع الجهود المخلصة التي تبذلها في العمل تدرك بأن عليها التزامات وواجبات في المنزل ومع عائلتها تسعى دورا في تحقيقها .

إن المساهمة في عملية التنمية التي تقوم بها المرأة العمانية في الوقت الراهن ، لا تقتصر فقط على الموقع الجغرافي الذي نشأت وعاشت فيه ، بل تعدت المسافات البعيدة والتضاريس الصعبة ، هناك كثير من القصص في المجتمع تحكي مدى التضحيات التي تقوم بها كثير من النساء نحو خدمة الوطن وكذلك لأجل خدمة ورعاية عائلتها ومجتمعها ، كم من فتاة كانت بعيدة عن والديها وأسرتها بسبب بعد موقع العمل ، وكم من فتاة لا تحضن أو تلاعب أطفالها إلا نهاية الشهر أو الأسبوع ، وكم من فتاة تغربت سنوات خارج الوطن لأجل أن تتخصص في وظيفة البلد في حاجة ماسة إليها ، ومع تلك الظروف التي ذكرنا أمثلة منها على عطاء وإخلاص بنت عمان ، إلا أنها لم تضعف أو تيأس نحو مواصلة تعليمها ، ولم تثنها ظروفها الاجتماعية والاقتصادية عن البذل والتفاني في عملها ، لذلك عرفت الموظفة العمانية بالأمانة والابداع والعطاء بلا حدود ، وهناك أمثلة عديدة لبعض الأسماء العمانية النسائية التي تميزت بعطائها وتفوقها على المستوى المحلي والعالمي ، كذلك فإن هذا العطاء ليس مقصورا على المرأة الموظفة ، فكم من امرأة اعتنت وربت أبناء ساهموا في عملية البناء والتنمية للوطن .

أعزائي القراء إن احتفالنا بيوم المرأة العمانية ليس فقط ذكرى نقوم بالكتابة عنها ، ولكن هي رسالة شكر وتقدير واحترام لتلك الأم والزوجة والأخت والبنت…الخ ، التي تساهم مع الرجل في بناء مستقبل مشرق لهذا الوطن الغالي ، كذلك هي رسالة اعتراف بأنه لا يمكن أن تحدث تنمية في أي بلد دون أن تكون هناك شراكة بين الرجل والمرأة في شتى المجالات ، نحتفل بالسابع عشر من أكتوبر لنقول للمرأة العمانية ، شكراً لإخلاصك في عملك وكذلك مع عائلتك ، شكرا لأنك تقومي بتربية النشئ الذي سيخدم الوطن ، وشكرا لأنك القدوة المخلصة في حب وعشق وخدمة هذا الوطن ، كما أننا نستغل هذه المناسبة لنتضامن مع تلك الأخوات التي تم توظيفهن بعيداً عن عائلاتهن ، متمنين من المعنيين بالأمر السعي قدر الامكان في توفير الشواغر التي تمكنهن من العمل في مسافات قريبة من أسرهن ، استكمالا للرعاية الدائمة التي توليها الحكومة الرشيدة نحو تعزيز دور المرأة في المجتمع ، والسعي دوما نحو توفير بيئة تساعد على إبداعها وتميزها من أجل خدمة وبناء ورفعة شأن هذا الوطن المعطاء ، شكرا ثم شكرا للمرأة العمانية الموظفة وكذلك ربة المنزل التي لا تعمل .
حميد بن فاضل الشبلي

‏humaid.fadhil@yahoo.com
الخميس :- 2017/10/19م