وطن إستثنائي .. !!
ليس من المبالغة القول إنه يندر أن تجد وطناً إستثنائياً في هذا العالم كعُمان القادمة من عمق تاريخٍ سياسيٍّ طويل ممتد لآلاف السنين، والذي ساهم في تجلي هذه الإستثنائية التي عززها السلطان ومكّنها ، وأود أن أعرج إليها في هذا المقال البعيد تماماً عن تقليدية سرد المنجزات على الأرض .
إكتسبت السلطنة إستثنائيتها بشكل رئيسي من تفرّدها في سياستها الداخلية على مر حِقب كثيرة، مارست فيها السُلطة ترسيخ ثقافة الإنتماء للأرض وتجريم التحزب والتعصب وعدم المقامرة بأمن البلد الداخلي بالإنحياز لأي طرف في أي صراع خارجي بين الدول، أو أي صراع داخلي في دولة ما في المنطقة . وهي ثوابت يعلمها الجميع بل وترسخت تماماً في عقولنا .
لكن ما هي النتائج التي حصدتها السلطنة نتيجة تمسكها بهذه الثوابت داخلياً وخارجياً وسط فتيل مشكلات أشعلت المنطقة المحيطة بالسلطنة بأكملها، وتركت شرخاً كبيراً في جسد بعض المجتمعات القريبة التي تعرّت فبانت هشاشتها، وخيّم الصمت على شفاه كل من كان يضع السلطنة دائماً في كف المقارنات الظالمة، وترسخ في العقول قبل القلوب اليقين التام بأن عمان العميقة جداً ، إستثائية جداً !!
لم تلوِث عمان أيدي أبناءها بدماء الأبرياء، ولم تُقحم رأيها في تحديد مصير شعب أو دعم حزب؛ حيث نجحت الدبلوماسية العمانية بقيادة السلطان في لعب دور الوسيط الناجح الذي يصدح بالحكمة والثبات، حين علت أصوات المهووسين بالدم والباحثين عن مجدهم الوهمي فوق جثث الأبرياء وتحت أنقاض بيوت الضعفاء والمساكين . فمدت عمان يدها لتبني ما هدمه الأشقياء من خلال مد جسر من المساعدات لتخفيف وجع الأشقاء ! أليست عمان إستثنائية ؟!!!
أما السلطنة المتسامحة فبلا شك هي الأيقونة الأهم داخلياً؛ فهذا الشعب المتماسك لم يسمح للتعصب أن يلمس صميم وحدته، ولم يقدم إستقرار وطنه قرباناً لتجار الدين ، بل إن التناحر المذهبي في المنطقة زاد العمانيين تماسكاً وألفة ومحبة وهذا ما تحدث عنه الغريب قبل القريب. أليس هذا إستثنائياً ؟!!!
همسة ..
يوماً بعد يوم تتجلى لنا حقائق عظيمة عن قيمة ومكانة بلادنا التي قال عنها الباحث علي الهويريني مؤخراً : ” لو كان الفردوس هبط على الأرض لكان عمان !! ” وهنا تختصر هذه العبارة المعنى الحقيقي لهذا الوطن وسط هذا المنطقة المسعورة بالخِلاف !!
أخيراً ..
لك الحمد يالله أن وهبت لنا هذا الوطن وهذا القائد وهذا الشعب فباركت بهم هذه الأرض التي نستطيع الْيوم وبكل ثقة أن نقول عنها إنها “وطناً إستثنائياً !!! “