جماهير صحار

حيث للجمهور معنى

ادبيات

جمهور صحار – حتى لا تصبح شماتة !

‏جمهور صحار (حتى لا تصبح شماتة !)مبارك بن خميس الحمداني
لطالما كتبنا مقالات مطولة وأفرزنا مساحات واسعة لتحليل ظاهرة (جمهور صحار) الذي كان ولا يزال نقطة تحول محورية في مشهد الكرة العمانية المعاصر وسط ما تكابده من أزمات وما يشوبها من تراجع واخفاقات.

ولطالما كان جمال المدرج وروعة ساكنيه وتجدده الدائم بالأيقونات التشجيعية دافع لتجاوز بعض التصرفات الفردية التي كانت تسيء في مجملها إلى روعة هذا الجمهور الجميل. حتى أتت العقوبات, عقوبة تلو عقوبة. ليتفجر المشهد ليلة مباراة صحار ومسقط. بما حدث ويعلمه الجميع ولست هنا في صدد ذكره أو تفنيده.
لنكن أكثر وضوحاً كل الجمهور الصحراوي الآن يضع يده على قلبه خوفاً من عقوبة إيقاف قادمة على خلفية الأحداث قد تبعد التماسيح عن أخضرها في المباريات القادمة ونغني “وداعيه يا آخر ليلة تجمعنا .. وداعيه”. وهذا ما لا نأمل أن يكون..! لكن في كل الحالات ثم عقوبة قادمة..!
كل هذا التوتر والشد الذي أصاب جمهور صحار ليلة البارحة وجعلهم حتى أحاديث الفجر الأولى يحللون ويترقبون سببه كما كان في أكثر من مناسبة سابقة (فئة قليلة مستهترة) لكنها في النهاية تحسب على الجمهور الصحراوي.
فأنا كصحراوي وأنت نعلم أن هذه الفئة تمثل نفسها بعقدها النفسية وإرهاصاتها المجتمعية وتعقيداتها الفيسيولوجية لكن الآخر لن يقول هذا يمثل نفسه وإنما سيقول هذا هو جمهور صحار الذي يتغنى به الكل داخل السلطنة وخارجها.. والذي حاز الألقاب وحصد القمم في معدلات حضوره وألقه..
(1)
الشاهد أننا حينما نحاول فهم سلوك هذه الفئة فإنها فئة عصية على الفهم فما تمارسه لا يندرج أساساً حتى تحت بند (التعصب الرياضي) في مفاهيم علم نفس الجمهور. ففي توقعي الشخصي أن هذه الفئة ليس لها علاقة أصلا بالرياضة وربما لا تدرك من هم الفريقان المتباريان ولكنها فئة تتخذ من المدرج وحالة التجمهر (أداة تنفيس) لتفريغ عقدها النفسية والاجتماعية وممارسة دور (البطولة الزائفة) التي يعتقدها ذلك الذي يحضر للمدرج مرتدياً ثوب النوم وملثماً ويرمي مثل هذه الأدوات على الحكام أو اللاعبين أو جماهير الفرق الأخرى. ولكنني أقول أنني لا أحقر فعل الفاعل نفسه بالقدر الذي أحقر فيه سكوت المقربين منه في المدرج على فعلته وعدم مبادرتهم للكشف عن هويته أو على الأقل منعه من ممارسة هذا السلوك الطائش اللامسؤول. والذي ينسف جهود أفراد ومجموعات تشتغل بالأسابيع ليل نهار لأجل أن يظهر المدرج في كامل ألقه لمدة تسعين دقيقة فقط..!
(2) “المواجهة من الداخل”
بعد حالة التميز التي عاشها المدرج الصحراوي في المواسم الفائتة أصبح المدرج محط أنظار الجميع ممن لهم علاقة بكرة القدم وحتى أولئك الذين يتخذون منها كعكة سائغة يتناولونها في الإعلام أو وسائط التواصل الاجتماعي. وهذه الحالة تتوجب تسليط الضوء على تصرفات الجمهور بشقيها السلبي والإيجابي. وبالتالي فإن المتربصين كثر والمتصيدين واقفين على أصابع أرجلهم اقتناصاً لأي مشهد خارج عن المألوف في ساحة هذا المدرج.. ومثل ما يقال بالعامية “خذلك شماته”..! وبالتالي فإن المواجهة الحقيقة لمثل هذه التصرفات إنما تنبع وفق منهجية (المواجهة من الداخل). كلنا الآن في حالة مسؤولية قصوى فرداً فرداً قبل أن نكون فرق وجماعات ومجالس جماهير. محاربة مثل هذه الفئة تنطلق من كشفها وكشف زيفها والتعاون مع كل المنظمين لمحاولة استئصالها من جذورها. فليس من المعقول أن يمارس من يفعل هذه الفعلة فعلته دون أن يراه على الأقل 5 أو 6 من الحاضرين..!
(3) “أمن الملاعب .. نحن في 2016..!”
ولكي نكون أكثر موضوعية فإن جزء لا يتجزأ من المشكلة إنما تتحمله بعض الجهات المنظمة ومنها الجهات الأمنية فما فائدة التفتيش الطويل العريض من موطأ الرأس وحتى أخمص القدمين الذي يحدث عند بوابات الملاعب والذي ينتج عنه طوابير طويلة وعريضة تؤجل دخول الجمهور في بعض الاحيان حتى منتصف المباراة…!

والحديث في هذا الشأن مفروغ منه فالحاجة أصبحت ماسة لوجود وحدات خاصة لأمن الملاعب. ليس بالضرورة أن تكون وحدات حكومية وإنما من الممكن تفعيل ذلك من خلال الشراكة مع القطاع الخاص عبر الشركات الأمنية المتخصصة. فنحن لا زلنا على تفكير أن كل مباراة حضورها لا يتجاوز 100 شخص. هذا زمن قد ولى وفي تقديري فإن الجهات الأمنية الممثلة في شرطة عمان السلطانية لن تكون قادرة مستقبلاً على تحقيق حالة الضبط الأمني في المباريات نظير عدم التخصصية وعدم وجود استراتيجيات واضحة لضبط أمن المباريات والملاعب.. ألا تفكر السلطنة في استضافة بطولات رياضية مستقبلاً. وهل سيظل كل التنظيم مقتصراً على جهود شرطة عمان السلطانية – المتعاونة غالباً -..
(4) رسالة أولى
رسالة أخرى للمنظمين القائمين على بيع التذاكر مساحة المجمع والردهات المحيطة به تمتد لمئات الأمتار.. ألا يوجد منصة أخرى لبيع التذاكر سوى تحت باب المدرج..! لقد صنعتم كل جميل لا تفسدوا جمالية ما صنعتم بهكذا تنظيم غير محسوب أو مخطط له..
(5) التشجيع قيادة 
رسالة لرابطة التشجيع : قيادة التشجيع في المباريات ليست فقط مسابقة لاختيار أجمل أصوات الطرب والأهازيج. التشجيع (قيادة) وتوجيه يتمثل في تحريك المدرج مع ايقاع المباراة وتحريك المباراة وفق إيقاع المدرج. توهج التشجيع والقيادة الحقيقية للمدرج وانشغال الجمهور بالمباراة وحالة الحماس والطرب يساهم كثيراً في خفت ظهور مثل هذه الحالات. كل الأمنيات أن تركزوا على قيادة المدرج أكثر من الطرب نفسه..!
(6) اخلع مشاكلك النفسية 
رسالة لحكام كرة القدم في عمان : لا تحمل همومك ومشكلاتك النفسية معك إلى الملعب. التحكيم عملية تحتاج إلى درجات قصوى من التركيز أكثر من غيرها من المهن .. اخلع همومك وكل ما يعتمل في رأسك قبل أن تأتي إلى الملعب. وتأنى ..! تأنى..! لا يوجد نظام في كرة القدم مقتضاه ايقاف مباراة في آخر دقائق حتى يخرج الآلاف من الجمهور..

هل هي حالة تعجيز أم عجز ..!
(7) برقية أخيرة 
رسالة أخيرة خاطفة : جمهورنا الكريم العزيز المتألق. أنتم لستم تحت المنظار فحسب. أنتم تحت المجهر..! فلا تفسحوا المجال لشماتة الشامتين بسبب تصرفات أنتم أقدر على مجابهتها من الداخل دون وصاية أو تدخلات خارجة عن إرادتكم..!